30 يناير 2009

برامج قراءة المستندات

تهدف صناعة الأدوات المتخصصة في قراءة المستندات إلى تمكين أصحاب الإعاقات المختلفة الذين تحُول إعاقاتهم دون مطالعتهم للمستندات الورقية المطبوعة أو المستندات الإلكترونية المحفوظة على أجهزة الحاسب الآلي أو الهاتف المحمول. وبالنظر في هذا التعريف

الخاص بماهية أدوات وبرامج قراءة المستندات نستنتج أنّ هذه الأدوات قد تَشمل بعض المُعِينات البَصَرية التي تقوم بتكبير حجم خط المستند المطلوب قِراءته لكي يتسنى لضعاف البصر قراءة ما يبغون من مستندات.

وبالتحري عن مفهوم كلمة المستند في مصنفات ومؤلفات علوم الحاسب الآلي يتضح لنا أن المستند هو كل نص مكتوب بصرف النظر عن اشتماله على فقرات نصية أو خرائط أو جداول أو رسوم توضيحية أو أعمدة صحفية أو غير ذلك من نماذج عرض المعلومات التي يجدها كل

قارئ في الكتب والمَجلات والصحف المطبوعة، علاوة على الملفات الإلكترونية التي قد تحوي هذه المواد النصية في هيئة مستندات إلكترونية أو آلية فيما يطلق عليه اسم: حوسبة المحتوى.

وبتطور علوم الحاسب الآلي المختلفة، توصلت عقول الناهضين بالتكنولوجيا إلى حل عبقري يلجأ له كل مَن ينتسب إلى فئة المكفوفين لمطالعة الكتب العلمية والدراسية والمواد التعليمية: والحل المبتكر يتمثل في دمج الآلات الحديثة والبرمجيات من أجل قراءة الكتب المطبوعة،

ولكي يتمكن الكفيف من قراءة الكتاب المطبوع كان عليه في الأزمنة السالفة أن يلجأ لمرافق أو رفيق أو صديق لكي يقرأ له ما يريد، وهذا إنما يؤيد حرية الكفيف في عدة أمور، من أهمها:


  • ارتباط وقت القراءة بوقت توفر المرافق: فإن كان المرافق لا يقيم مع الكفيف بشكل دائم كأحد أفراد أسرته، فعلى هذا الكفيف أن ينتظر قدوم المرافق في أوقات عمل محددة.

  • دفع نفقات شراء الكتاب لا تكفيه لقراءته: وهذا إنما يرجع لضرورة دفع مقابل مالي للمرافق الذي يقتطع من وقته ويتفرغ للقراءة لصاحب الحاجة.

  • عدم توافق وقت القراءة مع الحالة المزاجية للسامع: فقد تتغير الحالة المزاجية للكفيف سلبا بسبب أي ظرف اجتماعي أو دراسي أو غير ذلك، مثله في ذلك مثل أي شخص آخر، وهنا لن يتمكن من التركيز في سماع ما يتلى عليه من القراءة.

  • عدم قدرة الكفيف على استرجاع ما قرأه إلا بمساعدة المرافق: ومن المعروف أن هواة القراءة أو أصحاب الأبحاث العلمية أو الدراسية لا يمكنهم قراءة النص الواحد مرة واحدة، فبالمزيد من قراءته تتجلى لهم معانٍ شتى.

  • عدم قدرة الكفيف على الحفاظ على الخصوصية في تعاطِي مستنداته الخاصة: فقد يحتاج لقراءة رسالة خاصة أو قراءة بحث سري أو نشرة دواء في وقت متأخر من الليل.

  • وغير ذلك الكثير.



أما الآن وقد باتت قراءة المستندات عملية سهلة، فإن أي كفيف يمكنه قراءة أي ورقة مطبوعة، أو صفحة في كتاب، أو نشرة دواء بمجرد امتلاكه للأدوات التالية:


  1. جهاز حاسب آلي

  2. ماسح ضوئي

  3. برنامج لقراءة المستندات



أما عن كيفية قراءة مستند ما أو الخطوات التي تتم من أجل القراءة المستقلة لمستند ما، فهي كالآتي:


  1. تشغيل الحاسب الآلي

  2. وضع الصفحة المراد قراءتها على شاشة الماسح الضوئي

  3. تشغيل برنامج قراءة المستندات

  4. أمر البرنامج بمسح وقراءة الصفحة الحالية

  5. الاستماع لنص الصفحة الموضوعة على شاشة الماسح الضوئي أو قراءتها بالخط البارز من خلال السطر الإلكتروني.



ويمكنكم تكرار هذه الخطوات بغير ملل ولا سأم طالما كانت النتيجة هي قراءة كتب ما كان للكفيف أن يراها ولا يسمعها يوما ما إلا بمثل هذه الوسائل الحديثة. والسؤال الآن: كيف يقوم برنامج قراءة المستندات بقراءة المستندات وما هي مكوناته التقنية المستخدمة في هذا

السياق؟


  • أولا: يقوم هذا النوع من البرامج بالتقاط صورة حية للصفحة المطلوب قراءتها عن طريق ماسح ضوئي مثبت بالحاسب الآلي ونقل هذه الصورة للحاسب الآلي.

  • ثانيا: يقوم البرنامج بفحص الصورة الملتقطة واستنتاج محتواها النصي عن طريق أحد برامج التعرف الضوئي على الحروف.

  • ثالثا: يقوم البرنامج بتحري الصور والأشكال غير النصية والتصرف في وصفها أو تجاهلها.

  • رابعا: يقوم البرنامج بعمل تدقيق إملائي لنص الصفحة التي تم استنتاجه حتى يتلافى الأخطاء الإملائية التي قد يقع فيها بسبب رداءة جودة الورق أو الطباعة.

  • خامسا: يقوم البرنامج بإعلام مستخدمه بالنسبة المحتملة للصواب الإملائي للصفحة المصورة.

  • سادسا: يقوم البرنامج بقراءة الصفحة آليا وإخراج المحتوى الإلكتروني إما عن طريق آلة نطق مزود بها، أو عن طريق إرسال المحتوى الإلكتروني الذي توصل إليه إلى إحدى الأسطر الإلكترونية التي يظهر عليها النص بالخط البارز (برايل).



وبذلك يتمكن أي كفيف من قراءة محتوى الصفحات الورقية أو المجلات عن طريق الصوت أو عن طريق الخط البارز الذي قد لا يجيد سواه إن كان يعاني من إعاقة مزدوجة كأن يكون كفيفا وأصما في نفس الوقت.

ولا يفُوتنا أن نُشير إلى أن بعض الشركات تطلق مفهوم البرامج قارئة المستندات على البرامج التي يتم من خلالها عرض هذه المستندات مثل: Adobe Reader الخاص بعرض ملفات ال .pdf