25 ديسمبر 2008

برامج قراءة الشاشة

برامج قراءة الشاشة هي عبارة عن تطبيقات برمجية تهدف لمحاولة التعرف على المحتوى المفترض رؤيته على شاشات الحاسبات الآلية أو التليفونات المحمولة أو غيرها وإن لم يتم توصيل شاشة العرض في وقت القراءة، وهذا إنمي يعني أن هذه البرامج تستقي معلوماتها من أنظمة

التشغيل العاملة لكي تقرأها بالصوت باستخدام أي من آلات النطق الإلكترونية أو بعرضها على أي من الأسطر الإلكترونية البارزة المتصلة بالحاسوب، ويجدر بنا أن نشير إلى أن هذا النوع من التطبيقات البرمجية إلى جانب برامج تكبير الشاشة يفيد منه المكفوفون وضعاف البصر والأميون أو مَن يعانون من صعوبات في التعلم في التعرف على محتويات الشاشات الإلكترونية وبالتالي التفاعل مع وسائل تكنولوجيا المعلومات الحديثة.

وحرِي بنا ألا نتقيد باسم واحد لأحد برامج قراءة الشاشة أو حتى نتقيد بنظام تشغيل دون غيره، وهذا إنما يومئ بالإشارة إلى أن أغلب أنظمة التشغيل المشهورة يوجد بها برامج لقراءة وتكبير الشاشة أو على الأقل تدعم المعايير التوافقية مما يشجع مصممو البرامج على إنتاج برامج قارئة لشاشات تلك الأنظمة. فبرامج قراءة الشاشة، مثلها في ذلك مثل أية نوع آخر من برامج الحاسب الآلي، منها ما هو تجاري يخضع لإنتاج شركات تهدف للربح ومنها برامج مفتوحة المصدر تهدف للرقي بالمستوى الأدائي والاستخدامي للحاسبات الآلية، ومع الأسف فإن تكلفة تلك البرامج باهظة الثمن فعلاوة على ارتفاع أثمان تحديثها من أصدار لإصدار أحدث إلا أن أسعار شرائها مرتفعة بالأساس فثمن أحدها قد يبلغ بضع آلاف من الجنيهات المصرية، ناهيك عن ثمن تحديث البرنامج الذي قد يبطل عمل استخدامه بتطوير التطبيقات المنتشرة في الأسواق أو بتطوير نظام التشغيل العامل معه. ولنضرب مثالا يوضح أبعاد تلك القضية:

صدرت النسخة السابعة من برنامج قراءة الشاشة الشهير جاوز الذي يعمل في ظل نظام التشغيل ويندوز إكسبي لتلبي كافة احتياجات مستخدمه على نحو غير مسبوق، ولم يكن الإصدار السابع من الجاوز نهاية المطاف، ذلك لأن شركة مايكروسوفت قامت بالإعلان عن نسختها الجديدة من نظام التشغيل ويندوز ألا وهو نظام التشغيل ويندوز فِيستا ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما تطورت البرامج والتطبيقات العاملة في نظام ويندوز إكسبي لترقى للتعامل مع بِيستا ولهذا كان من غير الممكن أن يقف تطور الجاوز عند حده الذي وصل إليه في الإصدار السابع وإلا فلن يستطيع مستخدمه تحديث التطبيقات التي يعمل بها، لا سيما مواقع الإنترنت التي تعمل بالتقنيات الحديثة مثل موقع الجيمايل الذي تطوره شركة الإعلانات العملاقة غوغل، وعلى الرغم من أن ثمن البرنامج يتجاوز الألف دولار أمريكي إلا أن لتحديث إصداره ثمن غير قليل
قد يتجاوز بضع مئات من الدولارات، لهذا السبب فإن تجارة البرامج قارئة الشاشة لا تنتهي عند بيع المنتج وإنما تظل تُباع تحديثات إصداراتها بأسعار كبيرة كذلك، وما من شك في أن مستخدمي البرامج التجارية القارئة للشاشة في حاجة ماسة لتحديث برامجهم وإلا فسوف يعودون
للخلف ولن يتمكنوا من مواكبة وملاحقة التقدم التكنولوجي الهائل، ولتحقيق الموازنة ما بين ارتفاع أسعار برامج قراءة الشاشة وبين قلة دخول المكفوفين وانتشار البطالة بينهم تقوم المؤسسات المختلفة مثل الجمعيات الخيرية والمدارس وشركات توظيف الأفراد بشراء عدة نسخ من
هذه البرامج لرعاياها وإن لم تتمكن معظم هذه المؤسسات من شراء تحديثات هذه البرامج فتبقى بإصداراتها القديمة في مخازن وأدراج العهدة بعد ما أدت ما عليها لمدة عام أو عامين على الأكثر. وإليكم أشهر أنظمة التشغيل وبرامج قراءة الشاشة التي تعمل في ظلها:

أولا: أنظمة أبيل وماك أو إس أكس: والتي يستعمل مستخدموها من المكفوفين قارئ الشاشة فوييس أوفار (voice over)
ثانيا: الأنظمة أمرية الواجهة من لينوكس أورالوكس: والتي يتم تدعيمها بثلاثة بيئات صوتية تتمثل في إيماك سبيك (eMacSpeak)، وياسر (yasr)، وسبيك أب (speakup).
ثالثا: كان نظام جينوم على مدار سنوات طوال يدعم النظام الصوتي نوبيرنيكوس (Gnopernicus) وإن كان حاليا يشتمل على قارئ الشاشة أوركا (orca).

بالإضافة إلى برامج قراءة الشاشة مفتوحة المصدر مثل قارئ الشاشة الخاص بنظام جينوم مع لينوكس وسط المكتب غير المرئي (non visual desktop access) الخاص بنظام التشغيل ويندوز.

رابعا: بالنسبة لنظام التشغيل ويندوز توجد مجموعة من برامج قراءة الشاشة التجارية مثل: جاوز (jaws)، وهال (hal)، وويندو آيس (window eyes)، سوبر نوفا (super nova) وغيرها من برامج قراءة وتكبير الشاشة باللغة الإنجليزية.

21 ديسمبر 2008

المجالات المنوطة بتطبيق استخدامات آلات النطق الإلكترونية

تتعدد الاستخدامات التطبيقية لآلات النطق وإدراجها في الحلول النطقية في العديد من المجالات لا سيما لأهمية الصوت في حياة الإنسان باعتباره وسيلة التواصل المُثلَى بين البشر. فعلى الرغم من قدرة العين المجردة على مراقبة المستجدات المرئية آنيا إلا أنها تخفق في رؤية

الغيبيات المكانية بخلاف الأذن البشرية، فلك أن تتأمل مِثالَين يوضح أحدهما حالتك الانفعالية عندما يدق جرس الباب الذي يفصل بينك وبينه مجموعة من الجدُر وحالتك عندما يوقد أحد أبناؤك أو أصدقاؤك مصباح الإنارة في الحجرة المجاورة للحجرة التي تمكث فيها، في حالة

سماعك لجرس الباب فإنك تقوم على الفور ملبيا دعوة الطارق، ومع ذلك فإنك قد لا ينمو إلى علمك حالة المصباح المنير من المعتم على رغم فصل جدار واحد بينك وبينه. ومن هنا نستخلص الحقيقة الحتمية لاتساع محيط الإدراك السمعي عن البصري في كافة الكائنات بما في

ذلك الإنسان، وهذا إنما يرجع إلى الخصائص الصوتية والخصائص المرئية اللتان تمثلا سمات كل منهما. وبالمثل فإنك قد تسمع آلة التنبيه الخاصة بالسيارة التي تنتظرها وتوقن بقدومها بالقرب من منزلك على رغم عدم ضرورة ذهابك للنافذة أو الشرفة لتراها رأي العين.

ولما كانت آلات النطق الإلكترونية تتطور ويحاول مصنعوها محاكاة الصوت البشري، كان من الضروري إدراجها في أدوات مفيدة للإنسان وإلا فلا حاجة لنا بمثل هذا الانتصار العلمي الفائق. وبالطبع لا يقتصر مفهوم الصوت المنبعث من آلات النطق الإلكترونية على تحويل

النص المكتوب إلى نص منطوق عن طريق التحليل النحوي واللفظي كما أسلفنا في مقالاتنا السابقة، وإنما يمكن تلقين آلة النطق حروف أو أرقام بعينها لتقرأها عند تنفيذ شرط برمجي ما، ولهذا انتشرت ساعات اليد وساعات الحائط الناطقة لتعلم مستخدمها بالوقت دون الحاجة للنظر

إليها وهذا ما يفيد منه طوائف عديدة لا تنحصر في ضعاف البصر والمكفوفون وإنما تتسع لتشمل كبار السن وتشمل أيضا الأفراد الذين يستغلون أبصارهم في أعمال مهمة تمنعهم من الالتفات إلى مراقبة الوقت بالعين طالما كانت هناك وسائل تنطقها لهم وهكذا.

ولم يتوقف الأمر عند نطق الوقت الحالي بواسطة ساعات اليد وساعات الحائط وإنما اتسع ليشمل المنبهات الوقتية وآلات التليفونات الأرضية التي تنطق الأرقام الواردة كما تنطق الأرقام الصادرة بالإضافة إلى أجهزة قياس ضغط الدم والضغط الجوي وأجهزة قياس الحرارة والرطوبة

بأنواعها، علاوة على إدراج الآلات الناطقة في المصاعد وعدادات السيارات والطائرات وأجهزة التحكم عن بعد التي تتحكم في التليفزيونات ومستقبلات الأقمار الصناعية ومكيفات الهواء والأجهزة المنزلية المختلفة.

ومن أهم التطبيقات الرائعة لاستخدام آلات النطق الإلكترونية بكافة إمكانياتها تلك التطبيقات التي تقوم بإدراج آلات النطق الإلكترونية في الحزم البرمجية لبرامج قراءة شاشة الحاسبات الآلية أو الهواتف المحمولة أو برامج قراءة المستندات أو أي برامج لتحويل المحتوى الإلكتروني

النصي إلى محتوى إلكتروني صوتي أو مسموع. والجدير بالذكر أن ذوي الإعاقات من المكفوفين لا يتسنى لهم استخدام الحاسبات الآلية ولا التليفونات المحمولة بأنواعها إلا عن طريق برامج تقرأ لهم النصوص والرسوم الواردة على شاشات هذه الابتكارات المبهرة ويعلمهم

بحالات الكائنات الفاعلة أو النشطة على الشاشة. ولا ينقضي المقام بالحديث عن آلات النطق إلا بذكر برامج قراءة الشاشة والمستندات التي جعلت من الأدوات التكنولوجية أدوات وبرمجيات تعويضية ومعاونة تساعد المكفوفين باختلاف أدوارهم الاجتماعية على تأدية المهام

المنوطة بهم، فالطالب المكفوف يستخدم الحاسب الآلي في الاستذكار وإعداد الأبحاث العلمية ويستخدم الهاتف المحمول أو الحاسب الآلي المحمول لتسجيل كافة البيانات وكأنه يحمل مفكرة إلكترونية ومكتبة ومحبرة وساعة وتقويم وغير ذلك في آلة واحدة يحملها في جيبه.

وأخيرا وليس آخرا، يجب على كافة الجهات المعنية بتطوير آلات النطق والجهات المعنية بتفعيل دورها في حياتنا اليومية وضع فئة المكفوفين في الاعتبار عند الحديث عن أي محتوى صوتي وإن لم يكن المحتوى الصوتي خادما لهذه الفئة دون غيرها.