29 نوفمبر 2008

أنواع آلات النطق الإلكترونية

بعد أن تعرضنا لكيفية وماهية آلات النطق التي تهدف لمحاكاة الصوت البشري من خلال الحاسبات الآلية والأدوات التكنولوجية، تعالوا نتعرف على بعض أنواع آلات النطق الإلكترونية ودورها في حياة البشر.

تنقسم آلات النطق إلى:

أولا: آلات نطق ملموسة (hardware synthesizers)
وهي عبارة عن أدوات خارجية أو داخلية تتصل بالحاسب الآلي وتستطيع إخراج صوت محاكي للصوت البشري ونطق النصوص الواردة على شاشة الحاسب من خلال أحد برامج قراءة الشاشة، ومنها:


  • Accent External

  • Apollo2

  • DECtalk express

  • DECtalk USB

  • doubletalk LT

  • Lighttalk

  • tripple talk PCI

  • tripple talk USB



ثانيا: آلات نطق برمجية (software synthesizers)

وهي عبارة عن برامج يمكن تثبيتها على الحاسب الآلي أو الهاتف المحمول ثم دمجها للعمل مع أحد برامج قراءة الشاشة، ومنها:





  • Brightspeech

  • Eloquence

  • ESpeak

  • Microsoft Speech Engine

  • orphius

  • RealSpeak SOLO direct

  • remote Access speech



وليس من شك في أن الآلات المذكورة في كل من النوعين ليست إلا أشهرها، وأن معظم الآلات البرمجية المذكورة تعمل في ظل نظام التشغيل ويندوز.

ويجدر بنا أن نذكر أن بعض آلات النطق تعتبر من البرمجيات مفتوحة المصدر التي تخضع لتراخيص تسمح بتوزيعها وتطويرها مثل ESpeak وغيره من آلات النطق البرمجية الإلكترونية

24 نوفمبر 2008

ما هي التحديات التقنية التي تواجهها صناعة آلات النطق الإلكترونية؟

تتباين التحديات التقنية في إنتاج وتصنيع آلات النطق الإلكترونية بتباين المرحلة التي يمر بها النص بدأً من تحويل النص إلى شكله الحاسوبي المألوف للحاسبات ثم التحديات البرمجية عند تحويل النص إلى رموز صوتية حتى يمكن نطقها لاحقا ثم التحديات الخاصة بتقييم آلات النطق على المستوى اللغوي والاستخدامي والأدائي، بالإضافة إلى تحديات أخرى غير تقنية إلا أنها تؤثر على المسيرة التكنولوجية في تطوير مثل هذه الآلات الناطقة التي تحاكي الصوت البشري. وفيما يلي سرد موجز لأهم العراقيل التقنية التي تواجه المبرمجين في هذا المضمار:

أولا: تحديات تحويل النص الآلي إلى نص طبيعي مفهوم، فعملية تحويل النص الآلي إلى نص طبيعي عملية غاية في التعقيد والصعوبة بقدر ما تحمل اللغة المستهدفة بالنطق مغايرات في النطق عنه في الهجاء، وبعض هذه التحديات تشمل التحدي في تحويل كلمة يتفق هجاؤها وتختلف طريقة نطقها حسب السياق النصي الواردة به، مثل: "فَجْر" و"فُجْر"، أو مثل: "إنْ" و"إنّ" أو "ظَهَرَ" و"ظُهْر" أو "كِتاب" و"كُتّاب"، فاللغة العربية، على سبيل المثال، لا تخلو من تشابه هجائي واختلاف نطقي كما هو موضح بالأمثلة المذكورة، وهذا ما يمكن تداركه بكتابة الخط العربي بضبطه ضبطا كاملا أي إدخال العلامات التشكيلية المتمثلة في الفتحة (َ) والكسرة (ِ) والضمة (ُ) والسكون (ْ) وعلامات التنوين على الفتح (ً) والضم (ٌ) والكسر (ٍ) بالإضافة إلى الشدة (ّ) إلا أن الكاتب العربي ما يكاد يكتب بالضبط والتشكيل لتعوده على قراءة وكتابة النص العربي بغيرها ولاختصار الكتابة وتوفير الجهد المبذول والحبر المنثور في تحمل عبء الكتابة بهذا النمط، ولا شك أن الترجيح النطقي يمثل عقبة عند تحديد نطق دون آخر لهجاء واحد وإن تغير المعنى والمبنى للكلام المنطوق عندئذ، ولا تنتهي التحديات اللفظية عند ذلك ولكنها تمتد لترجمة الأرقام بشكل صحيح فمن السهل نطق الأرقام منفردة كأن ننطق "واحد" عند مصادفة رقم 1، ولكن العقبة تأتي عند تحويل الأرقام إلى أعداد منطوقة لفظا مثل "1234" والتي ننطقها "ألْف ومئتين وأربعة وثلاثون" خاصة لوجود دلائل إعرابية تقضي بمطابقة المعدود أو مخالفته للعدد جنساى حسب مجموعة من القواعد النحوية، ولا شك في أن الأرقام ذاتها تنطق بطرق مختلفة حسب السياق التي ترد فيه فقراءة الأرقام في تاريخ اليوم والشهر والسنة يختلف عن قراءة أرقام الساعو والدقيقة والثانية والذي يختلف بدوره عن قراءة الأرقام التي تحمل كسور عشرية وما إلى ذلك، ولا تخلو التحديات الخاصة بتحويل النص الآلي إلى نص طبيعي من وجود بعض الاختصارات أو الاختزالات اللفظية مثل اختلاف النطق في: "ذلك"، و"هذان" و"الرحمن"، بالإضافة إلى تحدي الوقوف على أهم القواعد الهجائية المتعلقة بالنطق مثل اللام الشمسية واللام القمرية وما إلى ذلك.

ثانيا: تحديات الترميز الصوتي، وهي التحديات التي يواجهها المبرمجون عند تحويل النص الطبيعي إلى نص رمزِي يحمل الدلالات الصوتية لكل صوت فيه، وهنا نتعرض باختصار وإيجاز لمنهجين في التعامل مع الترميز الصوتي يقضي أحدهما بإنشاء قاموس صوتي كامل يحمل الألفاظ ومقابلها الصوتي حتى يتسنى للباحث عن كلمة معينة العثور على كيفية نطقها طبقا لمجموعة من الرموز المتفق عليها، أما المنهج الثاني فيقضي باستنباط القواعد النطقية من الهجاء الوارد بالألفاظ محاكاة لعملية تعلم القراءة طبقا لقواعد محددة، ولكل من المنهجين ميزاته وعيوبه، فعلى الرغم من دقة المنهج القاموسي في نطق الكلمات إلا أنه يفشل فشلا ذريعا في نطق كلمات غير موجودة بقاموسه (وهو أمر كثير الحدوث إذ لا يخلو نص من اسم علم أو من اسم مكان أو كلمة مستقاة من لغة أجنبية)، أما المنهج التقعيدي في نطق الكلمات فإنه يزج بنا في زخم من القواعد المركبة والمعقدة التي تحتاج إلى معالجة حاسوبية عالية السرعة ودقيقة الأداء، إلى جانب وجود ألفاظ شاذة لا يمكن تقعيد نطقها مثل الكلمة الإنكليزية "of" التي لا يخلو نص إنكليزي من وجودها وهي التي تنطق فيها ال"f" على أنها "v" وغير ذلك من التحديات الهجائية، ومن هنا تستخدم كافة آلات النطق المنهجين القاموسي والتقعيدي في إنتاج نص ترميزي صحيح يمكن نطقه تباعا.

ثالثا: تحديات تَقييم مخرجات آلات النطق، وفي هذه المرة يكمن التحدي في الحكم الدقيق على مدى صحة ومطابقة النطق الآلي لمثيله البشري من عدمه، وينتج ذلك عن عدم وجود قاعدة بيانات متكاملة وصحيحة وموضوعية يمكن للباحثين في مجالات الصوتيات اللجوء إليها عند الحاجة لتقييم إنتاج صوتي آلي، فالمعاهد العلمية والمعامل الصوتية كل يستخدم قاعدة بيانات خاصة به لا تخضع لمعايير قاطعة موضوعية يمكن الاستعانة بها في تقييم الإنتاج الصوتي الآلي، إلا أن العلماء المتخصصين يلجأون في الآونة الأخيرة إلى قاعدة بيانات محددة ويسعون لتطويرها وتزويدها بكافة المعلومات المستحدثة في هذا الحقل المعرفي.

رابعا: التنغيم والتفعيلات والمحتوى الانفعالي للنص، وهي التحديات الخاصة بتحديد الجُمَل الطلبية من أمر ونهي واستفهام وتعجب وغير ذلك من الجُمَل التي تزداد فيها حدة الصوت وتقل حسب موقع الكلمة في الجملة، وإن كان للاستفهام علامة تظهره وللتعجب علامة تبديه إلا أن بقية أنواع الجُمَل الطلبية لا تكاد تتضح من الجُمَل الخبرية إلا من خلال محلل دلالي (وهو أمر معقد ولا مجال لاستخدامه لمجرد النطق طالما وجدت طرق سهلة وبديلة)، ولا يقف نطق العبارات عند هذا الحد وإنما يمكن تحديد الحالة الانفعالية لقارئ النص بالفرح أو الأسى أو التهكم أو اللامبالاة من خلال سياق النص المقروء وهو ما يدعو علماء اللغة في العالم إلى تجديد محاولاتهم في الوقوف على القواعد اللغوية التي تحدد الحالة الانفعالية لنص ما بدقة تساعد آلات النطق الإلكترونية إصدار أصوات محاكية للأصوات البشرية في حالات الابتسام أو العبس أو الإرهاق وما إلى ذلك.

قد يظن القارئ بأن تلكم التحديات تمثل كل التحديات التي تواجه المبرمجين في إعدادهم لآلات ناطقة تحاكي الصوت البشري، ولكن الأمر يختلف كثيرا عن ظنونهم، فالمشكلات اللغوية لا تمثل إلا عقبة بحثية علمية واحدة من عقبات أخرى تضم المشكلات الاقتصادية في إنتاج معالجات حاسوبية أكثر سرعة وأكبر دقة من سالفتها ومشكلات رياضية مثل العقدة الرياضية عند مد الحاسوب بكمية هائلة من القواعد التي يجب عليه الالتزام بها ومشكلات فنية دقيقة تتمثل في تشفير قواعد البيانات بصورة تقلل من ضخامة حجمها وغير ذلك من المشكلات التي تقف حجر عثرة أمام إنتاج صوت آلي يضاهي الصوت البشري، ولكن الآمال في الوصول إلى الحل الأمثل في إنتاج صوت آلي يحاكي الصوت البشري لا تزال كبيرة خاصة لوجود فئات عديدة تسعى بدأب لحل المشكلات وتخطي التحديات المذكورة من أجل دمج آلات النطق في كافة المجالات التي تنتظرها.

كيف تعمل آلات النطق الإلكترونية (speech synthesizers)

إن من مستحدثات الأدوات والبرمجيات التقنية ما نُسمّيه بآلات النطق الإلكترونية أو (speech synthesizers) وفي هذا اللقاء نلقي الضوء على ماهية وكيفية النطق الآلي والفوائد العلمية والاستخدامية لهذا النوع من النطق الآلي أو ذاك كما نتطرق لأهمية تصنيع آلات النطق الإلكترونية في حياة ذوي الإعاقة من المكفوفين ودورها كذلك في حل مشكلات صعوبات التعلم وكذلك التسهيلات العامة التي تقوم آلات النطق الإلكترونية بها في حياتنا العامة، إلى جانب إلقاء الضوء على التحدياتِ البرمجيةِ واللغويةِ في إنتاج الصوت الآلي المُحاكي للصوت البشري.

تهدف صناعة آلات النطق الإلكترونية إلى استغلال المعالِجات الحاسوبية في إنتاج صوت آلي لغوي يحاكي الصوت البشري على أن يتّصِف هذا الصوت الصناعي بالطبيعية والنقاء: أما الطبيعيةُ فهي مقدار محاكاة الصوت الآلي للصوت البشري، وأما النقاء فهو مدى سهولة إدراك الأذن البشرية للصوت الآلي ومدى قُدرتها على التعامل معه. وتقوم آلة النطق الإلكترونية بأربعة مهام داخلية حتى تقوم بإنتاج الصوت البشري: العملية الأولى هي عملية ما قبل معالجة النص وهي التي يتم من خلالها تحويل الرموز والاختصارات والأرقام إلى مُقابلها الطبيعي المكتوب أي أن هذه العملية تستهدف تحويل الخطوط والأرقام المختلفة إلى مُقابلها اللغوي حسب اللغة البشرية المناسبة. والعملية الثانية هي الترميز الصوتي وهي عملية محاكاة النص الطبيعي بمقابله من الترميز الصوتي أي محاكاة النص الطبيعي بمثيله من الرموز الصوتية الدالة عليه. والعملية الثالثة هي التقسيم التفعيلي للنص ويتم من خلالِه تقسيم النص إلى وحدات صوتية لغوية متكاملة أي جُمَل وعبارات وتراكيب لغوية مستقلة. وتُكون عمليتَي الترميز الصوتي والتقسيم التفعيلي ناتجا من الرموز اللغوية المتسقة لكي تستغله العملية الرابعة في إنتاج الصوت المُحاكي للصوت البشري فالعملية الرابعة إذن هي عملية النطق الآلي الذي ينتج عن تحويل الرموز اللغوية سالفة الذكر إلى أصوات تُحاكي الصوت البشري.

وبهذا نصل إلى السؤال الذي يطرح نفسه على ساحة الحوار: ما هي الأساليب التقنية المستخدمة في إنتاج الصوت الآلي المُحاكي للصوت البشري؟ وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نسترجع الخاصيتين السابقتين للصوت الآلي وهما الطبيعية والنقاء، وكما ذكرنا أن الطبيعية هي مقدار محاكاة الصوت الآلي للصوت البشري في ترددِه وطبقتِه وخصائصِه الصوتيةِ المختلفة، أما النقاء فهو مدى إمكانية استقبال أو إدراك الأذن البشرية لهذا الصوت حتى يتمكن السامع من تحليل الصوت وفهمه وتمييزه عن غيرِه، ويقاس نجاح وتفوق آلة صوتية عن غيرها بمدى تحقيقها لهذين الشرطين وإن باتت التحديات البرمجية والمنطقية أكبر من مواجهتها إلى يومنا هذا، فالطبيعيةُ تقضي بمحاكاة الصوت البشري والنقاءُ يحتاج لتحكم غير مسبوق في الإنتاج الصوتي، وهما منهجان مختلفان ومتباينان ذلك لاختلاف أساليب تحقيق سمات كل منهما، ولِإنتاج الصوت الآلي يتبَع المبرمجون إحدى طريقتين هما: الدمجية أو التكوينية.

أولا: الطريقة الدمجية وتقضي باستدعاء الجُمَل الصوتية المسجلة سلفا من قِبَل أحد الأصوات البشرية وتجميعها لإنتاج صوت آلي يقرأ ما يلقفه من نص مكتوب، وهذه الطريقة تنتِج لنا صوتاً أقرب للصوت البشري بشكل رائع إلا أنّ الفروق الزمنية الحادثة ما بين جملة صوتية وأخرى تليها يخرج لنا ذَبذبات صوتية توحي بعدم الاستقرار والثبات للصوت المُنتَج، وتنقسم الطريقة الدمجية إلى ثلاثة أساليب فرعية هي: الإنتاج الصوتي بتحديد الوحدة الصوتية، والإنتاج الصوتي ثنائي الصوت، والإنتاج الصوتي مخصص المجال، أما عن الإنتاج الصوتي بتحديد الوحدة الصوتية فهو عبارة عن إنشاء قاعدة بيانات صوتية هائلة الحجم تحتوي على الإشارات الصوتية والأصوات الطبيعية وأنصاف الأصوات سواء كانت متحركة أو ساكنة بالإضافة إلى مقاطع صوتية وكلمات وجُمَل وعبارات صوتية كلها يمكن استدعاؤها عند الحاجة لتكوين صوت آلي مُحاكي للصوت البشري، إلا أنّ هذه الطريقة تستلزم تسجيل ساعات طويلة من الصوت الطبيعي ثم تقسيمه عن طريق أدوات صوتية متطورة ومتخصصة جدا وبعد ذلك تخزينه في مساحات هائلة ربما تتجاوز بضع جيجات من وسائط التخزين وبالتالي تستغرق وقْتاً في عملية استدعائها وإن قَل احتمال الحاجة لمعالجة آلية معقدة إذ أن هذا النوع، على رغم مثالية إنتاجه للصوت المُحاكي للصوت البشري، إلا أنه يخفَق في بعض المهام مثل نطق الكلمات الصغيرة التي يحتاج لتكوينها وربما تكون موجودة بالفعل في مقاطع لغوية أخرى في نفس قاعدة البيانات، وأذكر لكم أَخيرا أنّ قاعدة البيانات المذكورة لا يجب أن تخلو من كافة السمات الصوتية لكل سِجِل فيها مثل طبقة نطقه وتردد النطق والوقت المستغرق في النطق وما إلى ذلك، وأما إنتاج الصوت بالثنائية الصوتية يحتاج إلى إنشاء قاعدة بيانات صغيرة تشتمل على الثنائيات الصوتية للغة بمعنى أنّ مثل هذه القاعدة للبيانات الصوتية تشتمِل على أصوات مقطعية في مقابل رموز صوتية ثنائية يتم استدعاؤها وإجراء بعض المعالجة الآلية لإشاراتها قبل إنتاج الصوت النهائي منها، وهذا النوع ينتِج لنا صوتا أردأ من سابقِه وإن كان أقرب للطبيعية عن استخدام الطريقة التكوينية في إنتاج الصوت الآلي، فهذه الطريقة تَجمَع ما بين مميزات الصوت الطبيعي الذي تُنتِجه طريقة تحديد الوحدة الصوتية وبين الطريقة التكوينية حيث يتم التحكم في سرعة وطبقة الصوت المنطوق، ولا شك من إفادة هذه الطريقة في إنتاج برمجيات صوتية تجارية ومجانية في أسواق البرمجيات نظرا لإمكانياتها في التحكم في الصوت الناتج عنها، وأما طريقة الإنتاج الصوتي مخصص المجال يَشتمِل على قاعدة بيانات صوتية بمجموعة من الكلمات والجُمَل والعبارات الكاملة ولهذا فهو لا يصلح إلا لنطق عبارات مختصة بمجال محدد دون غيرِه كمثل نطق جدول زمني برحلات الطيران أو قراءة التقارير المناخية وغيرها. ومن هنا يتبين لنا أنّ الطريقة الدمجية بكافة أساليبها تعتمد على إنشاء قواعد بيانات صوتية تَشتمِل على السمات الصوتية المختلفة لِلُغةٍ ما ثم استدعاؤها عند الحاجة لإنتاج صوت آلي مُحاكي للصوت البشري، إلا أن الطريقة الدمجية تخفَق في إنتاج الصوت الآلي في حالات شتى مثل عدم تضمين صوت لغوي معين أو طبقة صوتية بعينها في قاعدة البيانات التي يلجأ إليها محرك التشغيل الخاص بآلة النطق، أو تصادف وجود مجموعة متسلسلة من الأصوات الساكنة التي لا قِبَلَ لآلة النطق بإدراكها نظرا لعدم قدرة آلة النطق على إنتاج أصوات متفرقة إلى هذا الحد من الدقة، وهنا يكمن التحدي البَرمجي في إنتاج حل صوتي يحقق الطبيعية والنقاء في آن واحد، لا سيما ضرورة وجود محلل دلالي في بعض اللغات لِإدراك الفارق ما بين كلمة تحمل مَعنيَين وبالتالي تحتاج لإنتاج صوتين متباينَين عندئذ.

ثانيا: الطريقة التكوينية وهي طريقة تخلو من تسجيل الصوت البشري تماما وتلجأ لتخليق الصوت المُحاكي للصوت البشري عن طريق إنتاج صوتي تكويني يخضع لعدة معاملات فيزيقية مثل: تردُّد الصوت وحِدّته والوقت المنصرم عند نطقه وغير ذلك من السمات الصوتية لِلُغة بشرية بعينها، والطريقة التكوينية تعتمد في إنتاجها للصوت على قواعد برمجية أكثر دقة من تلك الموجودة في الطريقة الدمجية وإن كانت الطريقة الدمجية لا تخلو من تراكيب تكوينية مثل التي ذكرناها لكم في طريقة إنتاج الصوت بالثنائية الصوتية والتي تعد إحدى الطرق الفرعية للطريقة الدمجية. ويُعَد إنتاج الصوت الآلي الصناعي بهذه الطريقة التكوينية مجالً متميزً عند الحديث عن نقائهِ وقدرتِه الفائقة على نطق النص المكتوب بصوت مفهوم وإن زادت سرعته أو حِدّته، وهذا ما يدعو الشركات المنتِجة لبرامج قراءة الشاشة الخاصة بالمكفوفين وضعاف البصر للاستعانة بمثل هذا النوع من آلات النطق طمعا في أعلى درجة من النقاء والتحكم، ومع ذلك فإن آلات النطق التكوينية لا تطْمح في تحقيق أعلى مستويات الطبيعية في مُحاكاة الصوت البشري ذلك لأنها لا تعتمد في الأساس على صوت بَشَري في إنتاج الصوت الخارج منها وإنما تقوم بذاتها بتصنيع الصوت طِبقا لمجموعة من القواعد المنطقية والبرمجية كما أسلفنا، ونظرا لخلو هذا النوع من قواعد البيانات الضخمة يمكن الاستعانة به في العمل ضمن منظومات برامج أخرى تتضاءل فيها إمكانيات المعالجات الحاسوبية والذاكرة المستخدمة مثل بعض ألعاب الأطفال التي تحتاج لنطق الكلمات أو العبارات، ونظرا لعِظَم قدرِ التحكم الذي تمنحه الطريقة التكوينية لإنتاج الصوت للمبرمجين، يمكن للصوت الناتج عن هذه الطريقة تنغيم العبارات المختلفة طبقا لمحتواها اللغوي كأن ترتفع حدة الصوت في نهاية السؤال وتنخفض عند التعجب بل وتُبدِي فرحِها أو أساها عند صدور عبارات معينة منها دَليلا على عِظَم قدر التحكم البَرمجي في مكونات هذا النوع من آلات النطق.

ولا ينقضي الأمر بالأنظمة المذكورة وإنما تختلف المعامل الصوتية وتتنوع أساليبها في إنتاج الصوت فمنها ما ينتج الصوت باستخدام المنهج النطقي عن طريق قياس الأصوات الحلقية والأنفية ثم محاكاتها، ومنها ما يحاكي الميتافيزيقا الصوتية للأصوات البشرية، ومنها ما يحاكي الأصوات البشرية بصوت صفير مضخم لكي ينتج لنا صوتا آليا مضاهيا للصوت البشري، وهكذا.

22 نوفمبر 2008

المكفوفون وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات

بات الحديث عن دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حياة الإنسان أمر يدعو للدهشة، فما عاد الحديث عن الحاسب الآلي بالأمر الغريب أو المدهش، بل إن كثرة الحديث عن المجالات التكنولوجية ودورها صار باعثا على السأم إلا أن تكون هناك فكرة جديدة أو خبرة مضافة للقارئ في هذا المضمار.

لقد صار الحاسب الآلي بأحجامه المختلفة والهاتف المحمول بإمكانياته المبهرة سببا في حياة جديدة يعيشها كل داخل إلى هذا المجال، إذ أن الحاسب الآلي لم يعد يقبع في المنزل كما كان حاله من سنوات قلائل، ولم يعد التليفون المحمول وسيلة للاتصال والتواصل فحسب بل صار مفكرة آلية وساعة جيب وحافظة معلومات من كل نوع، بل صار الحديث عن الخدمات التي تؤديها أدوات تكنولوجيا المعلومات أمر لا يمكن توقعه أو احتماله. أضحى المعلم يستعين بالحاسب الآلي في إعداد ملازم الدروس وتحضير الجلسات والحصص، وصارت الإنترنت وسيلة تعليمية وتثقيفية ومصدر عالمي للحصول على التدريب والتعليم والشهادات الدولية المعتمدة، كما صار الحاسب الآلي بما يحوي من برمجيات ملاذا لكل طفل يبغي اللعب، وملاذا لكل كاتب يريد نشر فكره للعالم عبر الإنترنت، ومنفذا لكل بائع يريد التوسع في بيع منتجاته، ومرتع لكل هاوٍ أو محترف في مجال تكنولوجيا المعلومات، فما من فرد إلا وصار الحاسب له طوعا إما بمساعدته في القيام بأعماله الخاصة به، أو بجذبه إلى التفوق في مجال تكنولوجيا المعلومات. فالطبيب الماهر في عمله والمتقن للحاسب الآلي أرقى من الطبيب التقليدي الذي لا يمتلك هذه الأداة الفائقة، وكذلك المعلم، والمهندس، والتاجر، والحرفي، وما إلى ذلك.

ومن الفوائد الجمة التي عادت على بني البشر من صناعة وتطوير مجالات تكنولوجيا المعلومات نطل على مجال التكنولوجيا التعويضية أو المعاونة وهي الأدوات التكنولوجية والحلول البرمجية التي تهدف لمعاونة ذوي الإعاقات في تحقيق مآربهم، فهذا برنامج ينطق الرسائل والنصوص الواردة على شاشة الحاسب الآلي وهذا برنامج يستكبر الشاشة ليعين ضعاف البصر على رؤية المحتوى الموجود عليها بشكل يسير، وهذه طباعة تقوم بترجمة الخط المرئي على شاشة الحاسب الآلي إلى خط مطبوع بالخط البارز على الورق المثقول لكي تعين المكفوفين على قراءة المواد المطبوعة، وهذا ماسح ضوئي يستغله المكفوفون أيضا في إدخال النصوص المطبوعة بالحبر إلى الحاسب الآلي لكي يتسنى لهم قراءتها، وهذا برنامج آخر يقوم بترجمة الأوامر الصوتية إلى أفعال يقوم بها الحاسب الآلي مما يفيد غير القادرين على تحريك أيديهم لاستخدام الوسائل التقليدية في التعامل مع الحاسب الآلي كذلك. مما لا شك فيه أن كل هذه الوسائل وغيرها الكثير مما سنبادر بعرضه من خلال هذه المدونة يقدم يد العون لكل صاحب إعاقة أو صاحب حاجة ويعين مستخدمه على أداء مهام وأدوار حياته بشكل استقلالي غير مسبوق، ومع ذلك فإن قطاع التصنيع العربي وقطاع تكنولوجيا المعلومات العربي وقطاع طب العيون والآذان والعظام وغيرها ممن لهم دور في تشخيص المرض من الإعاقة لا يكادون يدركون أهمية هذه الأدوات ولا هذه الحلول البرمجية وربما لم يسمعوا عنها شيئا، وإننا لنعجب أن يعود لنا أساتذة الطب والعلوم الحاسوبية من الخارج وقد امتلأت حلوقهم بالحديث عن المستحدثات التقنية في مجالات تخصصاتهم ولا يكادون يذكرون ما نعرفه من أدوات وبرمجيات معينة!

ومن هنا كان حتم علينا نشر كل ما نطالع أو نستخدم أو يستخدم أقراننا حتى نثري المعرفة العربية بشتى تخصصاتها ذات الصلة بما يجب عليهم معرفته ولكي نثري كم المحتوى الإلكتروني العربي المفيد الهادف إلى نشر العلم والمعرفة بدلا من الهراء الجاري على جل مواقع الإنترنت العربية التي لا تنشر إلا ما لا يسمن ولا يغني من جوع باستثناء بعض المواقع العربية الأصيلة التي قل ذيوعها بين زوار الإنترنت.

تابعونا عبر هذه المدونة لمعرفة المزيد من المعلومات حول ما أسميه اجتهادا "التكنولوجيا المعاونة" وما تؤديه للفئة المستهدفة من استخدامها.